
Environmental
Education
الاراضي الجافة في العالم العربي
تمتد دول العالم العربي في ساحل الخليج العربي شرقا ختى ساحل المحيط الاطلسي غربا وتحتل الجزء الاكبر من صحاري شمال افريقيا وغرب آسيا (منطقة الخليج العربي ) والمنطقة العربية بصفة عامة تقع ضمن الاراضي الجافة باستثناء المناطق الرطبة والمطيرة في المرتفعات الساحلية في المغرب والجزائر وتونس وجنوب السودان ومرتفعات سوريا ولبنان والعراق .
وتبلغ مساحة اراضي الوطن العربي حوالي 14 مليون كيلو متر مربع ، الاراضي الزراعية فيها تبلغ 3.4 في المائة ، 18.8 في المائة مراعي ، 10 في المائة غابات واحراج ، اي ان الاراضي التي تنتج ثروة نباتية تبلغ نحو 32 في المائة فقط . اما الباقي 68 في المائة فهو اراضي صحراوية ، وتطل المنطقة العربية على بحار كثيرة مثل البحر الابيض المتوسط والبحر الاحمر والخليج العربي وبحر العرب وخليج عدن ، بخلاف المحيط المتوسط ، وتقدر اطوال هذه السواحل بما فيها سواحل الجزر بنحو 22870 كيلو مترا . والمنطقة العربية غنية بالمياه الجوفية ( من 707 الى 13.5 الف كيلو متر مكعب ).
الاسباب الطبيعية والبشرية لمشكلة التصحر
من أهم الاسباب التي يراها العلماء لحدوث مشكلة التصحر هي تأثيرات النشاطات البشرية والمناخ وإن كانت الكثرة من العلماء يرون ان عامل المناخ في حدوث مشكلة التصحر هي عامل مساعد ومن دونه ستحدث المشكلة ولكن ببطء ، اما في وجوده فسيتم حدوث المشكلة بسرعة اكثر .
فعندما يحدث الجفاف بسبب التغيرات المناخية يسرع الانسان من حدوث المشكلة . لان الحاصلات الزراعية ستنمو بمعدلات اقل نظرا الى الجفاف مما لا يفي بحاجة السكان منها ، لذلك يجبر الانسان على تكثيف الاستغلال الزراعي لسد العجز الحادث في المحاصيل ، وهذا بدوره يؤدي الى استنزاف خصوبة التربة وموادها العضوية ، ويقلل من حماية النباتات للتربة المتأثرة اصلا بالجفاف الذي يحرم التربة من رطوبتها ، وبذلك يزداد تدهور التربة والنبات . لذا فإن الجفاف (المناخ ) يدخل هنا كسبب غير مباشر في صنع مشكلة التصحر ، فان الزيادة السكانية تمارس دورا في التغيرات المناخية وهي من اسباب التصحر كما تؤدي دورا اخر مشابها في استنزاف الاراضي الزراعية نتيجة التكثيف الزراعي لانتاج زيادة من المحاصيل الزراعية اللازمة لتوفير الغذاء للسكان المتنامية اعدادهم بشكل كبير في ذلك تدمير للاراضي الزراعية وتصحرها .
ومن الاسباب المباشرة لحدوث التصحر في الغالب :الافراط في الزراعة ، والرعي الجائر ، وازالة الغابات ، وسوء استغلال مياه الري في الزراعة ، والزيادة السكانية هي السبب الرئيسي في كل تلك الاسباب .والحقيقة ان العلماء اختلفوا كثيرا في اسباب مشكلة التصحر ، فبينما يرى بعضهم ان التصحر ناتج عن الجفاف الذي يحدث نتيجة التغيرات المناخية ، ويرى البعض الاخر ان التصحر ظاهرة عالمية من صنع الانسان ولا دور للمناخ وتغيراته فيها ، بينما يرى الفريق الثالث أن المشكلة نتاج اشتراك لتأثير المناخ والانسان معا وان كان من الصعب التفريق بينهما . ولكن علماء الاجتماع يرون ان اصل المشكلة التصحر هو سبب اجتماعي – اقتصادي (اغلانسان ) ، ففي رايهم ان الزراعة المفرطة ، والرعي الجائر هما سبب المشكلة الرئيسي ...ولذلك فاننا نرى سبب مشكلة التصحروهو مركب من عدة اسباب اغلبها بشري وبعضها نتيجة التغيرات المناخية ، وسوف نتناول الاسباب المباشررة المؤدية الى التصحر سواء اكانت هذه الاسباب طبيعية ام بشرية .
اولا : الاسباب الطبيعية للتصحر
على الرغم من ان العوامل البشرية تمثل العامل الاكبر والاهم في انتشار االتصحر ، غير ان هناك بعض العوامل الطبيعية التي تكون سببا في عملية التصحر منها :
1. الظروف المناخية
تمثل الظروف المناخية اكثر الاسباب الطبيعية التي تؤدي الى التصحر ، خاصة فلة الامطار التي تسقط على المناطق القابلة للتصحر ، مما يجعلها مناطق هشة سريعة التأثر لاي عامل يؤدي الى التصحر . فقلة الامطار او تذبذبها من سنة الى اخرى في بعض المناطق يجعلها تتعرض لنوبات من الجفاف تؤدي بالتالي الى تدمير القدرة البيولوجية للاراضي مما يساعد على انتشار التصحر .
والجدول الرقم (23 ) يوضح ان معدل سقوط الامطار وهي المصدر الرئيسي للمياه في معظم انحاء الوطن العربي متفاوت جدا ، وان نحو 68 في المائة من مساحة الوطن العربي مناطق جافة وشبه جافة ، تقل الامطار فيها من 100 ملليمتر ، وهذا القدر لا يكفي للزراعة ، بينما 16 في المائة من مساحة الوطن العربي تتلقى مطرا سنويا يتراوح بين 100 و 300 ملليمتر ، وهذه الكمية لا تكفي الا لنمو النباتات العشبية والشجيرات ، اما المناطق الباقية فهي مناطق مناسبة للزراعة .
2 – تحركات الكثبان الرملية
تؤدي تحركات الكثبان الرملية دورا مهما في انشار التصحر لان زحف الرمال على الاراضي الزراعية او اراضي المراعي يؤدي الى تحويلها الى صحراء عديمة الانتاج . وتعتبر الكثبان الرملية المتحركة من اكبر المشاكل في كثير من المناطق الصحراوية ، اذ تزحف على القرى والاراضي الزراعية والطرق وتغرقها في بحر من الرمال ، كما تسبب الرمال المتحركة نحرا وتاكلا في بعض المناطق وتغطي الآبار والمزارع وقنوات الري – كذلك يؤدي اختفاء الغطاء النباتي في مناطق اخرى – بسبب قطع الاشجار والشجيرات والاحتطاب والرعي الجائر ، كل ذلك يؤدي الى انهيار التربة الزراعية وسفي حبيباتها . وتهدد الرمال المتحركة بعض المناطق الزراعية في وسط الصحراء ، خاصة الواحات ذات الاراضي الزراعية الخصبة وعيون الماء ، كما هو الحال في واحات الصحراء الكبرى فغي مصر وواحة الاحساء بالمملكة العربية السعودية . وهناك طرق عديدة لتثبيت الكثبان الرملية منها تنمية نباتات عشبية تحمي الكثبان من التنقل وتعمل على تماسك حبيبات الرمل وثباتها في مكانها وهذا ينجح في الاماكن الممطرة ، اما في الاماكن شديدة الجفاف فالأمر يستلزم اتباع طرق أخرى كزراعة حواجز من الاشجار سريعة النمو ومقاومة للجفاف والحرارة مثل أشجار الاثل ، وهناك طرق عديدة لتثبيت الكثبان الرملية بالكيماويات مثل رشها بالاسفلت والزيت والخام غير أنها سرعان ما تندثر بعد عدة أعوام ويعود الحال الى ما كان عليه علاوة على تكاليفها الباهظة . وعموما تعتبر طريقة تثبيت الكثبان الرملية بالكساء النباتي المزوع هي أفضل الطرق .
ثانيا : الاسباب البشرية للتصحر
يمثل الانسان التني تقوم بها السبب الرئيسي لعملية التصحر ، فاستغلال الانسان الجائر لبيئته أدى الى القضاء على الغطاء النباتي وتدهور التربة وقلة الماء وبالتالي كا هذه العوامل أدت الى التصحر ومن هنا فأن الزيادة السكانية الكبيرة هي عامل مدمرة للبيئة الزراعية كما اسلفنا ، ومن اهم الانشطة الانسانية التي ادت الى حدوثالتصحر :
1- الزراعة المفرطة
نعني هنا بالزراعة المفرطة عدم اتباع الاساليب العلمية في عمليات الزراعة عندما يلجأ زراع الاراضي الى زراعتها بكثافة اكبر مما تتحملها خصوبتها الطبيعية ، من دون ترك الارض لفترة راحة حتى تستعيد خصوبتها ، او اضافة المخصبات اليها للتعويض ، وعندما يحدث للاراضي الزراعية فان خصوبتها تقل ، ويتم تدهورها سنة بعد اخرى نتيجة تعرضها لتاثيرات التعرية ونتيجة لتزايد الطلب على المحاصيل الزراعية بسبب اعداد السكان المتزايدة ، مما يجبر الزراع على زيادة الانتاجية من المحاصيل لايجاد الغذاء للافواه الجديدة ، وذلك يستنزف المواد العضوية بالتربة ، فتصبح سريعة التاثر بالتعرية ، كما يتعرض سطح التربة المنكشف للجفاف فتتعرض لتعرية الرياح والمياه ايضا مما يساعد على حدوث زحف وسفي للرمال من قبل الرياح .
كما ان استخدام الميكنة الزراعية في كثير من الاراضي الزراعية بالمناطق الجافة وشبه الجافة وشبه الرطبة هي طريقة ليست ملائمة لطبيعة الاراضي الجافة الهشة ، لاانها تسبب تعرية التربة بشكل واضح مما يؤدي الى ازالة الطبقة العلوية من التربة نتيجة حرثها آليا .
وهذا لا يقتصر حدوثه على الدول النامية ، فالدول النامية المتقدمة تعاني كذلك من الزراعة المفرطة ، ففي الولايات المتحدة الامريكية مثلا ادى الاتجاة لزيادة انتاج المحاصيل الى التوسع الزراعي في الاراضي الهامشية التي لم تكن تزرع من قبل وذلك باستخدام المكينة الزراعية ، ممت عرض هذه الاراضي للتعرية بدرجات كبيرة لم تمن متوقعة ، فتناقصت معه انتاجية هذه الاراضي بدرجة كبيرة مع مرور الوقت .
ومن الممارسات التي تعتبر جائرة في الزراعة لجوء العديد من الدول النامية الى زراعة بعض المحاصيل لتصديرها الى الخارج حتى باستخدام اساليب غير منظمة وهي في الغاالب تزرع في ارض غير مناسبة او باستخدام اساليب غير منظمة وعشوائية مما يسرع من تدهور التربة .
كما ان استغلال الاراضي الرعوية في الزراعة أدى الى حدوث التصحر نتيجة تدهور الاراضي الرعوية بدرجة اسرع واكبر . وفي كثير
من المناطق الصحراوية يلجأ التي تعتمد على ماء المطر ، ويزرعون أماكن متفرقة خوفا من عدم نزول المطر ، وفي كثير من الاحيان لا يسقط المطر ، وبالتالي تترك الارض بعد حرثها فتكون هشة غير متماسكة مما يؤدي الى انحرافها الشديد بواسطة الرياح ، وحتى اذا سقط المطر بشدة فان فان التربة تتجرف ايضا بفعل الماء لان الاهالي يزيلون الكساء النباتي عند تعداد الارض للزراعة ( فالكساء النباتي يعمل على تماسكها ) ويلجأ بعض الاهالي في المناطق المروية بالمياه الجوفية أو مياه الانهار الى استخدام كميات كثيرة من المياه في الري مما يؤدي ايضا الى تدهور التربة وذلك لزيادة نسبة الملوحة بها او تغدقها ، اعتقاد من الاهالي انه كلما زادت المياه في التربة كثر المحصول وزاد الانتاج ، لكن زيادة المياه في التربة تضعف من قدرتها البيولوجية ، مما يعمل على نقص التعوية ويعرض جذور النباتات للاختناق (تغدق ) او نتيجة للتبخر الشديد للماء فتكثر نسبة الاملاح في التربة ( تملح ) .
وكما حدث في مصر مثلا او العراق وسورية ، فان الاسراف في استخدام مياه الري أدى الى تدهور التربة وتصحرها نتيجة تملحها او تغدقها ، ومما يساعد على التملح ايضا وجود بعض الظروف الجوية التي تساعد على التبخر الشديد كارتفاع درجة الحرارة ، كما ان الاسراف في استخدام الاسمدة والمخصبات وعدم تنظيم الصرف يعمل على تدهور الاراضي الزراعية ، وقد نجد ان اندفاع الحكومات لزيادة الانتاج الزراعي تأمينا لحياة الاجيال التي يتزايد عددها بشكل رهيب يدفعها لاستخدام الاسمدة بكثرة ، واجهاد الارض بالمحاصيل مما يؤدي الى سرعة تدهورها وبالتالي تصحرها .
2- الرعي االجائر
الرعي الجائر هو احد الاسباب البشرية لزوال الغطاء النباتي ، وبالتالي خلق ظروف التصحر . ففقد الغطاء النباتي يتبعة اختفاء الحيوانات التي ترعاه ، كما ان نقص الغطاء النباتي يساعد على تعرية التربة وانحرافها ، ومما يتبعة من نقص في انتاجية الارض وتدهورها ، والاراضي
التي ترعى فيها اعداد كبيرة من الحيوانات تتسبب في ازالة تماسك الطبقة السطحية للتربة مما يقلل من انتاجية التسرب السطحي للماء ، فيؤدي ذلك بدوره الى جفاف الارض في تلك المناطق وتحولها الى اراض ذات طبيعية صحراوية جافة . ولذلك يعتبر الرعاة البدو المسؤولين الاساسيين عن حدوث مشكلة التصحر . وقيامهم برعى عدد كبير من الحيوانات المرعى لا يتناسب مع طاقة الاراضي الرعوية يؤدي الى تدهور الحياة النباتية وجلب مشكلات التكتل لحبيبات التربة والتعرية .ومن العوامل ايضا ان اعداد حيوانات الرعي تزيد عن طاقة الاراضي الرعوية خلال عدة طرق اهمها هي زيادة حيوانات المرعى وقت الوفرة الرعوية وتركها للتكاثر لتزيد بنفس الدرجة وقت الفصل الجاف ، وثانبا عندما تقل مساحة الاراضي الرعوية نتيجة التوسع الزراعي او العمراني وزحفة عليها .
وتحتل المراعي نصف مساحة الاراضي الجافة في العالم ، كما تعد الابل والماعز والاغنام مع قليل من الماشية من اهم انواع حيوانات المرعى وان كانت اابل اكثرها احتمالا للعطش والحرارة المرتفعة . ويؤدي الرعي الجائر الى الافراط في التهام الحيوانات للشجيرات والاشجار دون تحكم من قبل الرعاة ، وهو ما يشكل سببا لحدوث التصحر ، كما يؤدي الرعي ايضا الى تعرية التربة وتعرض نباتات المرعى للتدهور ، وتصاب التربة بالتعرية سواء الريحية منها او المائية ، كما تؤدي كثرة حيوانات المرعى عند آبار المياه في الفصل الرطب الى تكتل التربة وانسداد مسمها ، كما ان زوال النباتات من على الكثبان الرملية يؤدي الى تحرك هذه الكثبان ويجعلها عرضة للتذرية وتتعرى التربة ، كما ان التكوين القبلي في المناطق الصحراوية وشبة الصحراوية يلعب دورا مهما في حماية المراعي ، خصوصا ان الجميع يسعى لزيادة عدد الحيوانات لديه حتى يتصف بالثراء ، فهناك بعض المفاهيم غير الصحيحة لدى البدو مثل اعتبارهم كثرة الحيوانات رمزا للجاه والسلطان الاجتماعي غير عابئين بما يحدث للمراعي من تدهور . صحيح ان المراعي منذ القدم هي الطابع المميز لصور الحياة البرية ، خصوصا في دول شبه الجزيرة العربية كلها ، ولكن كثرة عدد الحيوانات زادت من الضغط على البيئة النباتية تدريجيا مما عجل بحدوث مشكلة التصحر ، خصوصا ان الرعي يتم دون اي ارشاد او توعية للرعاة .
وبلا شك في ان هناك اسبابا عديدة لتزايد اعداد حيوانات المرعى منها : الزيادة السكانية والتي تعني ببساطة وجود اعداد متزايدة من الافواه اتي تنتظر الطعام كل يوم . العامل الآخر هو التغير الذي حدث في الحالة الاقتصادية للرعاة في الدول النامية ، وهو ما ادى الى زيادة الاعتماد على تربية حيوانات المرعى لتامين مستقبلهم المادي . اما العامل الثالث قهو كثرة الطلب على اللحوم مما اجبر كثيرا من مربي حيوانات المرعى الى زيادة اعدادها طلبا للربح . والعامل الرابع والاخير هو تقدم العناية البيطرية بحيوانات المرعى ولذلك قلت معدلات الوفيات بينهما ومن ثم تزايد نموها وعددها .
3- إزالة الغابات وقطع الأشجار
منذ آلاف السنين تتم ازالة مساحات شاسعة من الغابات المكشوفة بالاراضي الجافة وشبه الجافة بهدف الرعي ، وذلك بجانب الحرق المنظم للمراعي بهدف نمو الاعشاب الصالحة لاكل حيوانات المرعى ، والحد من النمو الطبيعي لبعض الشجيرات لكي تصبح الاراضي مناسبة لرعي الماعز والاغنام والابل ، ولضمان اضافة مخصبات لنمو الحشائش الجديدة عند سقوط الامطار . وبلا شك فان الرعي في هذه الحالة يؤدي الى تدمير الاشجار ، ونمو انواع غير مستساغة ولكن المهم هنا أن الراعي يؤدي الى تدمير الغطاء النباتي ويجعل التربة عارية عرضت للنحت لأن الاشجار تلعب دورا مهما في حماية الاراضي الجافة لانها تمنع الرياح من جرف التربة ، كما تعمل جذورها على تماسك حبيبات التربة وحمايتها من النحت المائي. وبذلك يتضح ان استغلال النحت الجائر للبيئة أدى الى تدهور الغطاء النباتي والتربة ، وبالتالي ادى الى التصحر.
وعلاوة على الرعي الجائر الذي يدمر الغطاء النباتي فان هناك الكثير من الدراسات التني اجريت لبيان اثر افراط الانسان في قطع الاشجار
والتي تبين منها أن الإنسان هو صانع التصحر ، كما تشير هذه الدراسات إلى أن الوقود الخشبي أصبح سلعة نادرة صعب الحصول عليها في كثير من الدول النامية سواء في المناطق الجافة أو شبه الجافة ، كما هو حادث في بعض الدول الأفريقية. وأن بعض النساء في هذه الدول يضطررن للمشي والبحث عن الوقود مدة طويلة يوميا ، وذلك لاستخدامه في صنع الغذاء. كما أن الأسر في المدن تنفق مبالغ كبيرة من دخلها لشراء الخشب المستخدم كوقود والذي فاق سعره سعر البترول .
وعموما تعد عملية إزالة الغابات من أهم أسباب التصحر ، ففي المناطق الجافة تلعب الأشجار والغابات المكشوفة دورا كبيرا في تثبيت التربة والمياه وتمد البشر والحيوانات بكثير من الفوائد منها الظل والغذاء والأعشاب للتداوي والتنوع البيولوجي ، وعندما تُزال الأشجار بهدف الرعي تتعرض المنطقة للخطر وتتعرض التربة العارية لأشعة الشمس بفعل الرياح والأمطار وتستعيد الكثبان الرملية نشاطها .
4- الإدارة غير الواعية للري
أهم عامل لحل مشكلات الري هو توفير طرق الصرف السليمة ، ومن دونه تتعرض التربة لمشكلة التغذق أو التملح ومن تكون قشرة محلية فوق سطح التربة ، لأنه عند قدوم فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة فإن معدلات التبخر تزيد ثم ترتفع المياه تحت السطحية إلى سطح التربة ، ومع تبخر المياه تصبح التربة أكثر ملوحة ، ومعها تترسب الأملاح كقشرة بيضاء على سطح التربة وتؤدي تدريجيا إلى التصحر .
5- الزيادة السكانية
ليس بضرورة أن تعكس النمو السكاني على إحداث التصحر مباشرة ، ولكنه يعزز كثيرا من فرصة حدوثه من خلال التوسع الزراعي لإطعام الأفواه المتزايدة ، ولا يختلف اثنان على أن زيادة عدد السكان هي من أهم العناصر المؤدية إلى مشكلة التصحر ، لأن زيادة السكان تؤدي إلى قلة الأراضي الزراعية؛ فالزيادة السكانية يتبعها بناء مساكن وإقامة مدن
وطرق ومنشآت جديدة ، وللأسف في الوطن العربي لاتقام المدن الجديدة إلا في الأراضي الزراعية ، فنفقد بذلك الكثير منها وبالطبع فإن الفاقد في مساحة الأراضي الزراعية يزيد كثيرا عن الأراضي المستصلحة . ولو علمنا أن عدد السكان في الوطن العربي والدول النامية عامة يزيد بمعدل كبير ، إذ يتضاعف كل 20 سنة تقريبا ، وتوفير الغذاء لهذه الأعداد من المحاصيل الغذائية يستلزم إجهاد الأراضي الزراعية ، فإن ذلك يؤدي بتالي إلى ضعف القدرة الإنتاجية لها وتدهورها السريع مما يعجل بظهور مشكلة التصحر ، كما أن زيادة السكان في كثير من الأراضي الجافة وشبه الجافة مع الإفراط في الرعي يتولد عنها نوع من التنافس على استخدام الأراضي بين إنتاج المحاصيل وبين تربية الحيوان بدلا من أن يكون هناك تكامل بينهما . وقد أثبتت الدراسات العلمية أن المناطق الجافة وشبه الجافة كانت دائما عبر التاريخ مصدر الزيادة في السكان . ومع ما تعانيه البيئة من فقر ، فإن هذه الزيادة في عدد السكان تؤدي إلى الأفراط في استغلال الأرض أو إلى الهجرة منها . ولهذا حدد مؤتمر الأمم المتحدة للتصحر في نيروبي أرقاما قياسية لعدد السكان في المناطق الريفية ، بحيث لا يتعدى 7 أفراد لكل كيلومتر مربع في المناطق الجافة ، و 20 فردا/ كيلومترا مربع في المناطق شبه الجافة ، ولكننا لونظرنا إلى الواقع لوجدناه يفوق ذلك بكثير مما يسرع بتصحر الأراضي .
6- الاحتطاب
يعد الحطب ( الأخشاب المأخوذة من الأشجار كالفروع والأغصان ) أهم منتج من الأراضي الجافة ، وتستخدم هذه الأخشاب في التدفئة وطهي الطعام ، ومن المعروف أن استهلاك الأخشاب في التدفئة والطهي يمثل حوالي نصف كمية الخشب المستغل في العالم خصوصا في الدول النامية. ويلاحظ أن متطلبات السكان من الوقود الخشبي في الأراضي الجافة وشبه الجافة تزيد بكثير عن المعدلات الطبيعية لنمو الغابات والنباتات من أشجار وشجيرات في هذه المناطق ، مما يؤدي إلى عجر مصادر الوقود الخشبي ، الأمر الذي يدعو النساء للمشي مسافات طويلة
يوميا لكي يجمعن الخشب اللازم لطهي وجبات الطعام . وازدياد عدد السكان مع تقلص الموارد الخشبية يجعل أثر الاحتطاب أكثر حدة . كما أن جمع الأخشاب لتحويلها إلى فحم نباتي ينقل ذلك لبيعه في المدن يزيد من حدة هذه المشكلة ، فمدينة واحدة تستهلك نفس من الفحم النباتي المأخوذ من الأشجار أضعافا مضاعفة لما يستهلكه نفس العدد من سكان المناطق الريفية بالمناطق الجافة وشبه الجافة . وبذلك يتم تدمير الغطاء النباتي من الأشجار والشجيرات في هذه المناطق . وهناك حوالي 1.3 بليون نسمة من سكان الدول النامية يعانون من عجز هذا المورد بحيث لا يستطيعون الحصول على الحد الأدنى من احتياجاتهم من الوقود الخشبي إلا عن طريق القطع الجائر للأشجار والشجيرات ، الأمر الذي يجعل الموارد الخشبية في خطر مستقبلا .
وقد قدرت اليونيب U.N.I.P أنه باستمرار المعدل الحالي للقطع الجائر والاحتطاب ، فإن الأراضي لن تستطيع أن تقدم سوى 20 في المائة من الاحتياجات المحلية للوقود الخشبي بحلول العام 2020 ، ولكي نمنع أ نقلل من هذا العجز فلا بد أن نستزرع مساحات واسعة بالأشجار ونعيد زراعة ما اقتطع من أشجار الغابات وإدارة الرعي والاحتطاب إدارة سليمة وواعية حتى نقلل من عمليات التصحر التى تزيد يوما بعد يوم .
7- الحرائق
تعتبر الحرائق من الأسباب التى تحول مناطق السافانا الجافة أو الغابات إلى أراضٍ متصحرة ، ومن أهم أسباب الحرائق أعمال تجهيز الأراضي للزراعة ، فقد وجد أن كثيرا من الأشجار تتعرض للأنقراض نتيجة الحرائق حيث تحرق الأشجار وتُقتل البذور والبادرات ، وتلعب الحرائق دورا مهما في جرف التربة ، وذلك لتعريتها من كسائها النباتي ، فيسهل انجرافها بالرياح أو المياه. كما أن الحرائق تفسد المواد العضوية الموجودة بالتربة وتهلك الكائنات الحية التى تعيش في هذه المناطق والتى تقوم بدور كبير في خصوبة التربة .
8- مكافحة التصحر
وذكرنا أن خطة عمل قد وضعت لمكافحة التصحر في مؤتمر الأمم المتحدة للتصحر في العام 1977 ، ولكن التصحرما زال مستمرا وبنفس معدله على الرغم من جهود دول العالم في مكافحته . وكان من أهم أسباب عدم نجاح خطة العمل هذه عدم مشاركة الوطنية للمتضررين من التصحر ، وعدم دمج برامج مكافحة التصحر في خطط التنمية الوطنية ، ونقص القدرات العلمية والتكنولوجية ، والزيادة في عدد السكان والضغط على الموارد البيئيةبدرجة كبيرة .
كذلك فإن اختلاف الموارد الطبيعية ، أو تطوير المناطق الحضرية دون سواها قد يؤدي إلى ازدياد عملية التصحرنتيجة لهجرة السكان من المناطق الفقيرة إلى المناطق المتطورة ، ويجب النظر في الدور الكبير الذي تؤديه العوامل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في عملية التصحر ، ولذا يجب ان تعمل كل دولة على دراسة وتحليل وتقدير التباين لهذه العوامل بهدف إضعاف حدتها .
ولذلك فإن التعاون الدولي بصدق وإخلاص دون النظر إلى الاختلافات السياسية أو الاتجاهات القومية هو العامل الأهم في مكافحة التصحر . فأسباب التصحر يمكن أن تمتد لجميع دول العالم ، وكما يؤكد ريدولف مولفاير الباحث بمعهد أبحاث السلام في النرويج أن العام 2025 سيشهد ما يزيد على 400 مليون لاجىء يهربون نتيجة زحفالصحراء والجفاف .
الدكتور عبدالمنعم مصطفى المقمر
التصحر وقطع الأشجار


وضعت سلطنة عٌمان خطة وطنية لمكافحة التصحر ومعالجة أسبابه وذلك بالتعاون مع (وزارة الزراعة ووزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه ووزارة الاقتصاد الوطني وجامعة السلطان قابوس ومنظمة ألاسكوا ومنظمة الغذاء العالمي- الفاو وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة- يونيب) بحيث تضمنت هذه الخطة إبعاد ظاهرة التصحر بالسلطنة والجهود المبذولة لحصرها ومعالجتها والمشاريع المقترحة لضمان تنفيذها ومن بينها تنمية المناطق الصحراوية وتعميرها واستزراع نباتات مقاومة للجفاف والملوحة وترشيد استخدام المياه الصالحة للشرب ومواصلة استكشاف مصادر جديدة للمياه الجوفية والتوسع في استخدام مياه الصرف المعالجة في ري الزراعات التجميلية ومشاريع التشجير لزيادة الرقعة الخضراء. حيث تم وضع الإستراتيجية الوطنية لحماية البيئة موضع التنفيذ وهي من الأسس والأهداف للسياسات البيئية المستقبلية في السلطنة، حيث خلصت إلى اقتراح الوسائل لمكافحة التصحر والزحف الصحراوي، حيث تم في المنطقة الجنوبية ترحيل مزارع الأعلاف التجارية من سهل صلالة إلى منطقة النجد باستخدام الحوافز المناسبة وإعادة الدورة الخريفية للرعاة في منطقة جربيب في سفح جبال ظفار لإفساح المجال للنباتات ذات القيمة الغذائية العالية الجودة للغطاء النباتي، كذلك تم إصدار قانون المراعي والغابات ومشاركة الرعاة والمزارعين وتحفيزهم وتوعيتهم بقبول تنفيذ الإصلاحات المقترحة وتشديد العقوبات على قطع الأشجار. أما في المنطقة الشرقية فركزت الإستراتيجية على حفز المزارعين على إنشاء الأحزمة الشجرية الواقية من زحف الصحراء وترشيد التخطيط الصحراوي والتوسع في تطوير مصادر وموارد المياه المكتشفة وإدخال الدورات الرعوية. وكذلك في باقي مناطق السلطنة.
![Poor-Little-Tree-Faces-2[1]](https://static.wixstatic.com/media/310639_68cc3b00df064810920b21877684c4c7.jpg/v1/fill/w_625,h_419,al_c,q_80,enc_avif,quality_auto/310639_68cc3b00df064810920b21877684c4c7.jpg)
![deforestation-fusion[1]](https://static.wixstatic.com/media/310639_0cdaebf5360b48c1b7805c15a55460bc.jpg/v1/fill/w_980,h_393,al_c,q_85,usm_0.66_1.00_0.01,enc_avif,quality_auto/310639_0cdaebf5360b48c1b7805c15a55460bc.jpg)
![slide4_06[1]](https://static.wixstatic.com/media/310639_d669de5f94be411e9dd50d550d6f679e.jpg/v1/fill/w_600,h_298,al_c,q_80,enc_avif,quality_auto/310639_d669de5f94be411e9dd50d550d6f679e.jpg)
![f2011063243[1]](https://static.wixstatic.com/media/310639_3dd49c4425d64e46ad2d8c863416b9d6.gif/v1/fill/w_690,h_390,al_c,pstr/310639_3dd49c4425d64e46ad2d8c863416b9d6.gif)
![To-Fight-Desertification-Lets-Manage-Our-Land-Better[1]](https://static.wixstatic.com/media/310639_a645cc2ddd1f4e30b086f13019793e6d.jpg/v1/fill/w_940,h_529,al_c,q_85,enc_avif,quality_auto/310639_a645cc2ddd1f4e30b086f13019793e6d.jpg)
![desertification_africa_fao_11638[1]](https://static.wixstatic.com/media/310639_2571a9157311472d8c51ce311cbdfb57.jpg/v1/fill/w_384,h_253,al_c,q_80,enc_avif,quality_auto/310639_2571a9157311472d8c51ce311cbdfb57.jpg)
![deforestation-tree-removal1[1]](https://static.wixstatic.com/media/310639_8e5bb9e3b3d04d93a9f2131025ea800b.jpg/v1/fill/w_400,h_265,al_c,q_80,enc_avif,quality_auto/310639_8e5bb9e3b3d04d93a9f2131025ea800b.jpg)
![Amazon-deforestation-008[1]](https://static.wixstatic.com/media/310639_0a24b335d5e54b67bbae07993db4ba71.jpg/v1/fill/w_460,h_276,al_c,q_80,enc_avif,quality_auto/310639_0a24b335d5e54b67bbae07993db4ba71.jpg)
![Poor-Little-Tree-Faces-2[1]](https://static.wixstatic.com/media/310639_68cc3b00df064810920b21877684c4c7.jpg/v1/fill/w_625,h_419,al_c,q_80,enc_avif,quality_auto/310639_68cc3b00df064810920b21877684c4c7.jpg)
![deforestation-fusion[1]](https://static.wixstatic.com/media/310639_0cdaebf5360b48c1b7805c15a55460bc.jpg/v1/fill/w_980,h_393,al_c,q_85,usm_0.66_1.00_0.01,enc_avif,quality_auto/310639_0cdaebf5360b48c1b7805c15a55460bc.jpg)
![slide4_06[1]](https://static.wixstatic.com/media/310639_d669de5f94be411e9dd50d550d6f679e.jpg/v1/fill/w_600,h_298,al_c,q_80,enc_avif,quality_auto/310639_d669de5f94be411e9dd50d550d6f679e.jpg)
![f2011063243[1]](https://static.wixstatic.com/media/310639_3dd49c4425d64e46ad2d8c863416b9d6.gif/v1/fill/w_690,h_390,al_c,pstr/310639_3dd49c4425d64e46ad2d8c863416b9d6.gif)
![To-Fight-Desertification-Lets-Manage-Our-Land-Better[1]](https://static.wixstatic.com/media/310639_a645cc2ddd1f4e30b086f13019793e6d.jpg/v1/fill/w_940,h_529,al_c,q_85,enc_avif,quality_auto/310639_a645cc2ddd1f4e30b086f13019793e6d.jpg)
![desertification_africa_fao_11638[1]](https://static.wixstatic.com/media/310639_2571a9157311472d8c51ce311cbdfb57.jpg/v1/fill/w_384,h_253,al_c,q_80,enc_avif,quality_auto/310639_2571a9157311472d8c51ce311cbdfb57.jpg)
![deforestation-tree-removal1[1]](https://static.wixstatic.com/media/310639_8e5bb9e3b3d04d93a9f2131025ea800b.jpg/v1/fill/w_400,h_265,al_c,q_80,enc_avif,quality_auto/310639_8e5bb9e3b3d04d93a9f2131025ea800b.jpg)
![Amazon-deforestation-008[1]](https://static.wixstatic.com/media/310639_0a24b335d5e54b67bbae07993db4ba71.jpg/v1/fill/w_460,h_276,al_c,q_80,enc_avif,quality_auto/310639_0a24b335d5e54b67bbae07993db4ba71.jpg)